إدانات واسعة للمجزرة الإسرائيلية بحق النازحين في مدينة رفح
إدانات واسعة للمجزرة الإسرائيلية بحق النازحين في مدينة رفح
أدانت هيئات حقوقية وحكومية وفصائل فلسطينية وجهات متعددة المجزرة الإسرائيلية الدامية التي استهدفت الليلة الماضية خيام النازحين في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، والتي نتج عنها عشرات القتلى والجرحى أغلبهم من النساء والأطفال.
وقتل 40 فلسطينياً على الأقل أغلبهم أطفال ونساء وأصيب العشرات بعدما أطلقت طائرات الجيش الإسرائيلي عدة صواريخ على خيام النازحين غرب رفح في منطقة حددها الجيش الإسرائيلي على أنها منطقة آمنة.
وأكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أن ارتكاب الجيش الإسرائيلي مجزرة قتل جماعي لنازحين فلسطينيين في رفح إمعان في رفض وتجاهل قرار محكمة العدل الدولية بضرورة وقف الهجوم العسكري على المدينة.
وقال المرصد في بيان له، اليوم الاثنين: إن الجيش الإسرائيلي واصل شن عشرات الغارات على رفح وقتل أكثر من 70 فلسطينيا خلال اليومين التاليين لقرار محكمة العدل الدولية بوقف الهجوم على المدينة وحماية مئات آلاف المدنيين فيها.
وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي رد على قرار محكمة العدل والمطالب الدولية بوقف هجماته بقصف مخيم للنازحين شمال غرب مدينة رفح مساء الأحد ما خلف عشرات الضحايا بين شهيد ومصاب ومفقود.
وأضاف: وثقنا قبل المجزرة مقتل ستة من عائلة واحدة هم أم مسنة وثلاثة من أبنائها بينهم فتاتان جراء قصف شنه الجيش الإسرائيلي على منزلهم.
ونبه إلى أن "إسرائيل" لم تتأخر بالمجاهرة في رفض قرار المحكمة من خلال تكثيف القصف والقتل والتدمير فور انتهاء الجلسة وما بعدها.
وأكد المرصد أن المدنيين في رفح يدفعون ثمن الهجمات العسكرية الإسرائيلية التي تنتهك على نحو جسيم قواعد القانون الدولي الإنساني، وبخاصة مبادئ التمييز والتناسبية والضرورة العسكرية.
مجزرة بشعة
بدورها، أدانت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني "حشد" بأشد العبارات المجزرة البشعة والمحرقة التي ارتكبتها قوات الجيش الإسرائيلي في مخيم النازحين في غرب مدينة رفح.
وقالت في بيان لها: إن المجزرة خلفت عشرات القتلى والجرحى الذين حرقت أجسادهم وتفحمت جراء استهداف خيم النازحين بثمانية صواريخ من الطائرات الحربية تسببت في إحراق الخيم وقتل 40 فلسطينيا وإصابة قرابة 60 آخرين معظمهم أطفال ونساء بجراح مختلفة عدا عن حرق عشرات الخيام في المخيم البركسات التابع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين.
واعتبرت أن مواصلة الجيش الإسرائيلي عدوانه على مدينة رفح وتعمد استهداف المدنيين وارتكاب المجازر بحقهم وتدمير المنازل والمستشفيات ومراكز الإيواء على رؤوس من فيها الأمر الذي تسبب في ارتقاء 190 قتيلا في أقل من 24 ساعة، والاستمرار في عرقلة دخول المساعدات الإنسانية وإغلاق معبر رفح البري أمام سفر الجرحى والمرضى وأصحاب الحاجات وإدخال المساعدات الإنسانية والمستلزمات الطبية والوقود، إمعان في استخدام سلاح التجويع والعقوبات الجماعية، في تحدي وازدراء ورفض قرارات محكمة العدل الدولية وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة وخرق فاضح لقواعد القانون الدولي الإنساني ومواثيق حقوق الإنسان.
بدورها، قالت القوى الوطنية والإسلامية في بيان لها: إن هذه الجريمة "تؤكد فاشية الجيش الإسرائيلي وأنه يعوض فشله عبر ممارسة الإرهاب بالقتل والإبادة الجماعية ضد المدنيين العزل".
وأضافت: إن هذه الجريمة هي دليل إضافي على جرائم الإبادة التي ترتكبها حكومة الاحتلال وجيشها بحق الشعب الفلسطيني في الوقت الذي يزعم ويعلن كذبًا وتضليلًا بأنه يتخذ الإجراءات الكافية لحماية المدنيين.
وتابعت: إن هذا الأمر يفرض على كل دول العالم وهيئاته ومنظماته تطبيق قرارات محكمة العدل الدولية والتحرك العاجل من أجل الوقف الفوري لسفك دماء المدنيين الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ.
وأكدت الفصائل أن الإدارة الأمريكية "شريك في قتل الأطفال وإزهاق الأرواح"، لإصرارها على منع وقف الحرب، واستمرارها بتزويد الاحتلال بشتى القذائف الفتاكة والسلاح المدمر والمحرم دوليًا.
الرئاسة الفلسطينية تطالب بتدخل عاجل
من ناحيته، قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة إن استهداف الجيش الإسرائيلي خيام النازحين في رفح بشكل متعمد، مجزرة فاقت كل الحدود، وتتطلب تدخلا عاجلا لوقف هذه الجرائم التي تستهدف الشعب الفلسطيني فورا.
وأضاف أبو ردينة، في تصريح صحفي: إن ارتكاب قوات الجيش الإسرائيلي هذه المجزرة هو تحدٍ لجميع قرارات الشرعية الدولية، وفي مقدمتها قرار محكمة العدل الدولية الواضح والصريح بضرورة وقف استهداف مدينة رفح وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني.
وأشار إلى أن المواقف الأمريكية الداعمة للجيش الإسرائيلي ماليا وسياسيا هي السبب الرئيسي للمجازر البشعة التي انتهكت خلالها سلطات العدو جميع المحرمات، وأن الإدارة الأميركية تتحمل مسؤولية هذه الجرائم.
وأكد أن على العالم التحرك فورا لوقف هذا العدوان الشامل الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس، وإلزام سلطات إسرائيل بوقف جرائمها التي أشعلت المنطقة، وتهدد الاستقرار الدولي.
وقال: "نطالب الإدارة الأمريكية بإلزام إسرائيل بوقف هذا الجنون وهذه الإبادة الجماعية التي تقوم بها سواء في رفح التي حذرنا مرارا من اجتياحها، أو في مدن قطاع غزة وإغلاق معابرها من أجل التسبب بمجاعة إنسانية في ظل نقص حاد بالأغذية والأدوية، أو في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، التي تتعرض لعدوان متواصل يستهدف المواطن الفلسطيني والمقدسات الإسلامية والمسيحية".
مصر تدين المجزرة
أدانت مصر الاثنين "بأشد العبارات" القصف الاسرائيلي لمخيمات النازحين في رفح واصفة إياه بـ"المتعمد".
وقالت وزارة الخارجية في بيان، إن مصر "تدين بأشد العبارات قصف القوات الإسرائيلية المتعمد لخيام النازحين في رفح" الذي أوقع 40 قتيلا بحسب الدفاع المدني في قطاع غزة.
واعتبر البيان قصف مخيمات النازحين "انتهاكا جديدا وصارخا للقانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف الرابعة بشأن حماية المدنيين في وقت الحرب".
وطالبت مصر مجددا، إسرائيل "بالامتثال لالتزاماتها القانونية كقوة قائمة بالاحتلال، وتنفيذ التدابير الصادرة عن محكمة العدل الدولية بشأن الوقف الفوري للعمليات العسكرية وأية إجراءات أخرى بمدينة رفح الفلسطينية".
تعقيد اتفاق الهدنة
من جانبها، أعربت قطر عن قلقها، الاثنين، من أن "يعيق" القصف الإسرائيلي على مخيم للنازحين في رفح في جنوب غزة، محادثات التوصل إلى اتفاق هدنة وتبادل أسرى في القطاع الذي يشهد حربًا دامية بين إسرائيل وحركة حماس منذ أكثر من سبعة أشهر.
وعبّرت وزارة الخارجية القطرية في بيان عن قلق الدولة الخليجية التي تؤدي دور الوسيط بين طرفَي النزاع، من أن "يعقد القصف جهود الوساطة الجارية، ويعيق الوصول إلى اتفاق لوقف فوري ودائم لإطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى والمحتجزين".
استنكار بأشد العبارات
وقالت وزارة الخارجية السعودية في بيان، الاثنين، إنها "تعرب عن إدانة المملكة العربية السعودية واستنكارها بأشد العبارات استمرار مجازر قوات الاحتلال الإسرائيلي ومواصلتها استهداف المدنيين العزل في قطاع غزة، وآخرها استهداف خيام النازحين الفلسطينيين بالقرب من مخازن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) شمال غرب رفح"، حسب ما نقلت وكالة الأنباء السعودية "واس".
وأضافت الخارجية السعودية أن "المملكة أكدت رفضها القاطع استمرار الانتهاكات السافرة لقوات الاحتلال الإسرائيلي لكل القرارات والقوانين والأعراف الدولية والإنسانية"، وأهابت بالمجتمع الدولي "ضرورة التدخل الفوري لوقف المجازر التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي للحد من تفاقم الكارثة الإنسانية غير المسبوقة التي يمر بها الشعب الفلسطيني الشقيق"، طبقا للبيان.
جرائم بشعة
وأدانت وزارة الخارجية الأردنية في بيان ما وصفته بـ"استمرار جرائم الحرب البشعة التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، وآخرها قصف مخيم للنازحين قرب مقر لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) غربي رفح، في تحدٍ صارخ لقرارات محكمة العدل الدولية، وانتهاك جسيم للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني".
وأكد الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأردنية، السفير سفيان القضاة في البيان "إدانة المملكة واستنكارها المطلق لهذه الأفعال والجرائم التي تمثل انتهاكاً صارخاً لقواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وتتنافى مع كل القيم الإنسانية والأخلاقية، وتمثل جرائم حرب على المجتمع الدولي بأكمله التصدي لها ومحاسبة المسؤولين عنها"، حسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الأردنية "بترا".
كما طالب السفير القضاة "المجتمع الدولي بضرورة التحرك بشكل فوري وفاعل وإلزام إسرائيل بتحمل مسؤولية ممارساتها ومحاسبتها على أفعالها، ووقف انتهاكاتها المستمرة والمتواصلة لقواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وتأمين الحماية للمدنيين العزل في غزة ولمنظمات الإغاثة وموظفيها.
إدانة كويتية
ومن جانبها، أعربت وزارة الخارجية الكويتية، في بيان، الاثنين، عن "إدانة واستنكار الكويت للعدوان الإسرائيلي الجديد على خيام النازحين في مدينة رفح بقطاع غزة، ما أودى بحياة عشرات الضحايا بينهم أطفال ونساء"، حسب ما أفادت وكالة الأنباء الكويتية "كونا".
وأكدت وزارة الخارجية الكويتية أن "ما تقوم به القوة القائمة بالاحتلال ضد العزل من الفلسطينيين يكشف وبشكل جلي ارتكابها وأمام العالم أجمع إبادة جماعية غير مسبوقة وجرائم حرب صارخة"، طبقا للبيان.
وأضافت وزارة الخارجية الكويتية أن "ذلك يستدعي تدخلا فورياً وحازماً من المجتمع الدولي، لإلزام تلك القوات بالانصياع لكل قرارات الشرعية الدولية، وفي مقدمتها قرار محكمة العدل الدولية بضرورة وقف استهداف مدينة رفح وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني"، بحسب "كونا".
بدوره، أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبوالغيط عن إدانته الهجوم على مخيم للنازحين في رفح.
وكتب في منشور عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس"، تويتر سابقا، الاثنين: "للأسف يستمر مسلسل جرائم الحرب الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني بقصف مخيم النازحين التابع للأونروا في منطقة رفح مساء أمس، نقدم هذه الجريمة الجديدة للمحاكم الدولية حتى يتعزز لدى هيئاتها ملف الأدلة التي توجب أن يكون المسؤولون عن هذه الجرائم مطلوبين فعلياً للعدالة الدولية".